اسم الکتاب : نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 402
يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة، بيضاً فيجعلها الله - عز وجل - هباءً منثوراً))، قال ثوبان - رضي الله عنه -: يا رسول الله صفهم لنا، جَلِّهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: ((أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)) [1]، قلت: ولعل هؤلاء استحلّوا هذه المحارم، أو عملوا عملاً يخرجهم عن الإسلام، أو لهم غرماء أُعطوا هذه الحسنات كلها، والله - عز وجل - أعلم.
49 [2] وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة: بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طُرح في النار)) [2].
ثانياً: آثار المعاصي على المجتمع:
المعاصي لها تأثير عظيم على المجتمعات والأمم، ومن ذلك على سبيل المثال ما يأتي:
50 [1] إهلاك الأمم بسبب المعاصي، لاشك أن جميع الأضرار في الدنيا والآخرة تحصل بسبب المعاصي.
فما الذي أخرج الأبوين من الجنة، دار اللذة، والنعيم، والبهجة، [1] أخرجه ابن ماجه، في كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب، 2/ 1418، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 3/ 17، برقم 505، وفي صحيح ابن ماجه، 2/ 417. [2] أخرجه مسلم، في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، 4/ 1997، برقم 2581.
اسم الکتاب : نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 402